مفهوم التصوير الرقمي | الفصل الخامس | الدرس الأول
مفهوم التصوير الرقمي هو عنوان الدرس الأول من الوحدة الخامسة والتي تحمل عنوان “التصوير الرقمي” في الفصل الثاني من مقرر “التصميم الرقمي“.
سنتحدث معكم حول مفهوم التصوير الرقمي والذي يعتبر قصة مشوقة بدأت من أكثر من ألف عام على يد عالم عربي، حيث تمكَّن هذا العبقري في غرفته المظلمة، وبرفقة جدار مثقوب يعبر منه الضوء، أن يغير العالم ويضع حجر الأساس لابتكار مذهل غيَّر التاريخ.
كيف فعل ذلك؟ وإلى أين صار هذا الابتكار؟ هذا ما سنعرفه في السطور التالية.
أهداف الموضوع
- توضيح نشأة التصوير الرقمي، وتطوره.
- تمييز مفهوم التصوير الرقمي في التصميم الرقمي الحديث.
- تطبيق قواعد التصوير الرقمي.
والآن، هيا لنبدأ!
مقدمة لمفهوم التصوير الرقمي
ما هي وظيفة الصورة؟
الفكرة من الصورة هي نقل الواقع، لذلك تلعب الصورة دورًا كبيرًا كوسيلة اتصال، كما تعتبر ناقلًا للبيانات وممثلًا للواقع، لذلك تعتبر عنصرًا بارزًا في حياتنا المعاصرة التي دخلت عالم التصميم الرقمي، ومن ثم أصبح جزءً أساسيًا من حياتنا.
كيف بدأت الكاميرا؟
لاحظ الحسن ابن الهيثم دخول الضوء من ثقب صغير في جدار غرفته المظلمة، وسقوطه على الجدار المقابل ناقلًا صورة مقلوبة لشجرة كانت موجودة خارج الغرفة، فأطلق على هذا الثقب اسم “القمرة”، والتي تطورت بعد ذلك وأصبحت كاميرا (Camera).
منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى الآن، تحولت الصور الفوتوغرافية إلى وسيط مفضل لنقل وترجمة مظاهر الأشياء، كما تعتبر وسيلة فنية معبرة عن المنتجات بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث ينعكس العالم من خلالها.
ما هي الكاميرا الرقمية؟
هي إحدى الوسائط الرقمية التي تهدف إلى نقل المعلومة، من خلال الصورة الرقمية.
تلتقط الكاميرات الرقمية الصور وتخزنها بشكل إلكتروني، ولا تستخدم الأفلام لتخزين الصور مثل الكاميرات الفوتوغرافية القديمة، كما أنه أصبح بإمكانها تسجيل الصوت والفيديو بجانب الصور.
والآن أنت جاهز للبداية الحقيقية، هيا بنا!
سننتقل في الفترة التالية للتعرُّف على نشأة التصوير الرقمي وتطوره، كذلك توضيح أهم قواعد وأسس التصوير الرقمي.
نشأة التصوير الرقمي وتطوره
أي ابتكار مؤثر في تاريخ البشرية، لابد وأن تتناقله أيدي العلماء للعمل والإضافة والتطوير. نستعرض الآن أبرز المحطات في تاريخ التصوير الرقمي.
- تم إنتاج أول صورة رقمية في عام 1920 بواسطة نظام نقل الصورة عبر الكابل على يد المخترع البريطاني هاري جي بارثولوميو (Harry G Bartholomew).
كان التمثيل الأول للعمل في هذا المجال عبر ألواح الزنك التي تم تعريضها للضوء لمدة زمنية بحيث ينتج عنها كثافات مختلفة.
ثم شهد تطور التصوير الرقمي مرحلتين أساسيتين:
- المرحلة الأولى من التطور شهدتها الأعوام التالية لعام 1957م، على يد العالم روسل كيرش (Kirsch Russell)، والذي قام باستخدام التصوير الضوئي من خلال جهاز الحاسب والماسح الضوئي عام 1957م، وكانت الصور بالتدرج الأبيض والأسود مرورًا باللون الرمادي “لم تكن الصور ملونة في ذلك الوقت”.
- المرحلة الثانية شهدتها الأعوام التالية لعام 1969م، حيث تطورت الكاميرات في إنتاج الصور، إلى أن قامت شركة كوداك بتصنيع أول كاميرا رقمية في عام 1975م.
- في نهاية التسعينيات، نشأة فكرة إمكانية تثبيت الصور المتحركة وتوصيلها بالحاسب وطبعها.
- ظهرت البرامج التي تعتمد على تعديل الصور الفوتوغرافية، ومن هنا نشأت فكرة الكاميرات الرقمية التي تعمل بدون فيلم، بل تعمل بواسطة ذاكرة مدمجة أو مدرجة بالكاميرا (Memory Card)، ومن ثم تطورت تقنية التصوير الرقمي سريعًا إذ إنها مرتبطة ارتباطًا وثيقا بتطور الحاسب الآلي في الآونة الأخيرة.
“إن ديناميكية التصوير الرقمي تكمن في ناقل الصور من العدسة إلى الشاشة الخلفية، وكلما زادت مساحته ازدادت الإمكانيات والجودة في الكاميرا”.
تعرَّف من خلال الرسم التالي على قصة صعود وتطور التصوير الرقمي من ثقب بجدار حسن ابن الهيثم، وحتى كاميرات هواتف Apple..
ومن بعد توفُّر الكاميرات في جميع الهواتف الذكية، أصبح التقاط الصور وعمل فيديوهات بشكل احترافي أسهل، ودون الحاجة لمصور محترف، ومن ثم الاحتفاظ بهم على الهاتف أو نقلهم إلى جهاز الحاسب بشكل سريع.
يمكنك معرفة المزيد عن التصوير الرقمي بالضغط على تصوير رقمي – ويكيبيديا
مفهوم التصوير الرقمي في التصميم الحديث
استطاع التصوير الرقمي إزاحة التصوير الفوتوغرافي عن عرشه، وذلك لأنه لا يستغرق الكثير من الوقت والجهد.
حيث يعتبر التصوير الفوتوغرافي بمثابة مرحلة واحدة أو أكثر من مراحل العمل على صورة رقمية، حيث يتم التقاط الصورة، ثم معالجتها، ثم إخراجها مطبوعة أو عرضها في وسائط رقمية.
فالصورة الرقمية (Digital Image) هي بذاتها صورة معالجة كليًا بواسطة الحاسب، ومنهجية معالجة الصور تنتُج عن التلاحم بين المنتج (الصورة) وشبكية الخطوط، وتنقسم أنماط الصورة الرقمية إلى:
- صور BITMAP.
- صور موجهة المقاطع VECTORIEL.
- الصور المركبة 3D.
كيف نستفيد من مفهوم التصوير الرقمي عمليًا أو تجاريًا؟
تعبر الصورة في مجال التصميم الرقمي عن مفهوم عميق، وتأتي فاعلية الصورة من توظيفها بشكل فعال ومؤثر، فقد تظهر في إعلان أو غلاف منتج، ويتم تحديد الصورة من خلال التكوين (ترتيب الأشكال والعناصر في تركيبة تدعم الموضوع أو الهدف من التصميم)، وكلما كان موضوع الصورة مقنعًا وواضحًا فإن ذلك يدل على أن الصورة تحتوي على تكوين ناجح.
وتتمثل أهمية الصور في الإعلان (أحد أمثلة التصميم التي تضم صورة رقمية) في:
- إيصال فكرة الإعلان إلى المتلقي.
- تعمل على اجتذاب جمهور معين لتعبر عن الأفكار الإعلانية بسرعة وكفاءة.
- إثارة اهتمام المتلقي بما يحوي الإعلان.
ويتم فهم وتفسير الصورة الرقمية من خلال عاملين أساسيين، هما:
- خبرات الفرد المباشرة.
- ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه الفرد.
وتحتل الصور الرقمية مكانًا هامًا في مساحات التصميم، مثل: واجهات المواقع، تصميم أغلفة المنتجات، تصميم المطبوعات، وغيرهم، كما أن الإمكانات المتعددة في معالجة الصور والتركيب بين أكثر من صورة، واستخداماتها المتعددة ساعدت المعلنين، وأعطت الصورة الرقمية قوة في التأثير على الفئة المستهدفة.
أنواع التصوير الرقمي
التصوير هو تمثيل للوقائع ونقل للحقائق، وهذا الوصف الواقعي هو السر وراء دخول التصوير الرقمي في مختلف التخصصات العلمية والعملية والأدبية، ومن أنواع التصوير الرقمي:
- تصوير المعالم الميدانية.
- الطبيعة الصامتة.
- تصوير الأشخاص.
- تصوير المناظر الطبيعية.
- التصوير التجريدي
- تصوير الإعلانات.
- تصوير الحفلات والفعاليات.
- تصوير المايكرو (الأجسام الصغيرة للغاية).
- تصوير الحياة البرية.
ما نوع التصوير الذي تفضله عزيزي الطالب؟
لأنك إذا كنت مغرم بالتصوير، فلابد وأن الفقرة التالية ستساعدك كثيرًا على تحسين جودة صورك، هيا بنا!
قواعد التصوير الرقمي
لمعرفة جوهر مفهوم التصوير الرقمي عليك إدراك أهم القواعد!
إن اختيار النقطة المحورية في الصورة بهدف تركيز نقطة الاهتمام الأساسيةـ والتي دائمًا ما تحمل الرسالة الهادفة من الصورة، فالمعنى المحوري للصورة يكمن في ترتيب أجزائها لإبراز العناصر الفعالة بالمستوى المطلوب.
ستتعرف من خلال السطور التالية على 6 قواعد أساسية للتصوير، ستساعدك حتمًا على تنمية مهاراتك، وهي:
- قاعدة الأثلاث (الثلث)
هي تقسيم الصورة إلى ثلاث أجزاء أفقية أو رأسية، ويجب أن يضم ثلثي الصورة الجزء الأهم بالصورة، والثلث الباقي للجزء الأقل أهمية.
- القاعدة الذهبية الحلزونية (قاعدة فيبوناتشي)
قاعدة مقتبسة من خوارزمية رياضية تسمى النسبة الذهبية، وتعتمد على تخيل الصورة بشكل لولبي، وقد يكون اللولب عاموديًا أو أفقيًا من اليمين أو اليسار، ولكن يجب أن يكون مركز اللولب هو هدف الصورة، ويقع على جزء من نقطة القوة لقاعدة التثليث.
- استخدام الخطوط في تحديد النقطة المحورية
يتم ذلك عبر سير حركة العين داخل الصورة،
وقد تكون خطوطًا واضحة كما في الصورة التالية، أو خطوط يصنعها تكوين الصورة الملتقطة، وتكون عملية الإخراج للصورة الملتقطة بهدف التركيز على هدف محدد.
أحيانًا يختار المصور الزاوية المناسبة لأخذ لقطة الصورة الرقمية في محاولة لتحديد تلك الخطوط في صورته.
- استخدام الزوايا المختلفة في التقاط الصورة
تمنحك هذه القاعدة لقطات مختلفة وغير مألوفة، عن طريق اتخاذ المسافة أو الزاوية المناسبة، كذلك من خلال التصوير من أعلى أو أسفل، ويتيح ذلك للمصور خيارات متعددة ويوسع الذهن والإدراك المستمر عبر المتابعة في ممارسة هذه القاعدة.
5. استخدام اللقطة العميقة في التصوير
يقصد بها أن تكون اللقطة المصورة من مسافات بعيدة تريح العين، وتكون الصورة العميقة عكس الصورة السطحية إذ يتوهج العمق في الصورة ليأخذك إلى أبعد نقطة في اللقطة.
6. المساحة السلبية:
واحدة من أقوى الأدوات التي يمتلكها المصممون، وتستخدم لتوجيه تركيز المشاهد وإيجاد التوازن، وعند استخدامها بشكل صحيح، يمكن إضافة بعض المعالجات عليها؛ مما يزيد من قدرة المصمم على الابتكار.
وتوضح الأمثلة في الصورة التالية تطبيقات لاستخدام المسافة السلبية في الصورة الرقمية، والتي تعطي رسائل اتصالية، وتنمي الفكر الابتكاري، كما يمكن أن تكون غير واقعية أو سريالية في تركيبها.
وتوجد عدة اختيارات من أجل انتشار رسائل الصورة الرقمية، على سبيل المثال:
- البطاقات البريدية الإلكترونية وكروت الإهداء.
- الملصقات الإعلانية وتصميم الويب.
- عمل معرض افتراضي.
وغيرهم الكثير.
وإلى هنا يكون انتهى موضوع “مفهوم التصوير الرقمي“، يمكنكم مراجعة الموضوع من خلال الفيديو التالي:
اختبر تحصيلك لمحتوى الموضوع من خلال الرابط التالي:
الواجب الإلكتروني
إلى هنا يكون قد انتهى موضوع “مفهوم التصوير الرقمي”، لا تنسوا مراجعة أهداف الموضوع أعلى المقال؛ للتأكد من تحصيل معلومات الموضوع بشكل كامل، وانتظرونا في الموضوع القادم!