الصحة والبيئة | الوحدة الثانية | الدرس الرابع
الصحة والبيئة هو عنوان الدرس الرابع من الوحدة الثانية التي تحمل اسم “التقنية والحياة” في الفصل الدراسي الثاني من مقرر “تقنية رقمية 1”.
ستتعرف في هذا الموضوع على التأثيرات السلبية للتقنية على البيئة، بالإضافة إلى التعرُّف على تأثير التقنية على الصحة وطرق الوقاية منها.
لذا قم بقراءة نواتج التعلُّم بعناية، ثم أعد قراءة نواتج التعلُّم وتأكَّد من تحصيل محتواها بعد انتهائك من دراسة الموضوع.
نواتج التعلُّم
- معرفة التأثيرات السلبية للتقنية على البيئة.
- كيفية حماية البيئة من الآثار التقنية.
- معرفة تأثير التقنية على الصحة وطرق الوقاية منها.
هيا لنبدأ!
مقدمة – الصحة والبيئة
من الجيد أن يكون لديك شاشة كبيرة ذات دقة عالية للحصول على صورة كثيرة الوضوح. كان من الممكِن في الماضي الاحتفاظ بجهاز التلفاز لأكثر من عقد، وبجهاز الحاسب لعدة سنوات.
لكن في وقتنا الحاضر ونظرًا للتغيّرات في التقنية واتجاهات المستهلكين، فبالكاد يحتفظ المُستهلِك بأي من هذه الأجهزة لفترة طويلة، وحيث تسعى الشركات المصنِّعة إلى جعل عملية الاحتفاظ بالأجهزة صعبة، وذلك من خلال إيقاف دعمها أو عدم توفير قطع الغيار لإصلاحها أو جعل عملية إصلاحها باهظة للغاية؛ بل إن شراء جهاز جديد ليحل محل الجهاز السابق هو في أغلب الأحيان الخيار الأفضل اقتصاديًا.
على الرغم من ذلك، فإن معظم أجهزة التلفاز والشاشات التي يتم استبدالها لا تعاني من مشكلة في حد ذاتها، ولكنها الرغبة في الحصول على أفضل وأحدث التقنيات.
هل تعلم أن أكثر من نصف الأجهزة التي يتم الاستغناء عنها تكون صالحة للعمل؟ هل تساءلت عما يحدث للأجهزة التي يتم الاستغناء عنها واستبدالها؟ ماذا عن تلك الطابعات وأجهزة الحاسب والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية الأخرى؟ أين تذهب كل تلك الأجهزة؟
التأثيرات السلبية للتقنية
النفايات الرقمية
لحماية البيئة، يجب التخلُّص من جميع الأجهزة الرقميَّة التي لم تعدُّ قيد الاستخدام بشكل صحيح وعدم رميها في القمامة؛ ليتم إعادة تدويرها، حيث تتكوَّن هذه الأجهزة من مكوِّنات إلكترونية يحتوي بعضها على مواد سامة تسبب تلوث التربة والهواء والماء، مثل الرصاص والنيكل والزئبق.
تؤثر هذه المواد والمعادن الثقيلة على المحاصيل الزراعية والأشجار والنباتات والحياة المائية؛ مما يعني انتقال هذا التلوث إلى البشر، حيث تتراكم المعادن الثقيلة الموجودة في الأجهزة، مثل: الزرنيخ والبريليوم والكادميوم بمرور الوقت في البيئة وفي جسم الإنسان.
فعلى سبيل المثال: يجب إعادة تدوير البطاريات لخطورتها على البيئة، حيث يمكِن لبطارية ليثيوم أيون واحدة من هاتف ذكي تلويث ما يصل إلى 60 ألف لتر من الماء، إضافة إلى أنه يمكِن تحويل النفايات إلى طاقة من خلال توليد الطاقة الحرارية أو الكهربائية من النفايات عن طريق تحويل المواد غير القابلة لإعادة التدوير بالمرور بعمليات مختلفة.
معلومة
توفِّر عملية إعادة تدوير 42 هاتف ذكي طاقة كافية لتشغيل جميع الأجهزة الكهربائية لمنزل واحد لمدة عام كامل. تضيع هذه الطاقة أثناء عمليات التعدين والتصنيع للأجهزة.
معلومة
يتم التخلُّص من حوالي 150 مليون هاتف ذكي كل عام في الولايات الأمريكية المتحدة فقط.
لمعرفة المزيد من المعلومات عن النفايات الرقمية، قم بالاطّلاع على الرابط التالي:
الحلول
أدَّى التطور السريع للتقنية إلى زيادة الاستهلاك والتصنيع الرقمي؛ مما استدعى الحاجة لاستخراج وتصنيع المزيد من المواد الخام اللازمة لإنتاج الأجهزة الرقميَّة، وكذلك إنشاء المصانع، وذلك لتلبية احتياجات المستهلكين.
يعمل العلماء بشكل دؤوب على ابتكار التقنيات الجديدة لتقليل كمية المواد المطلوبة للإنتاج.
تقليل النفايات الرقمية
يمكِن التقليل من كَمِّ النفايات الرقميَّة من خلال إصلاح الأجهزة أو إعادة بيعها أو تدويرها. وتعدُّ عملية الإصلاح صعبة نوعًا ما، ولكن لها أثر إيجابي من خلال خفض البطالة، وذلك بتدريب الأشخاص على مهارات الإصلاح المطلوبة وتوفير المرافق المناسبة لذلك.
ومن ناحية أخرى، يجب القيام بعمليات إعادة التدوير بصورة صحيحة، ففي بعض البلدان ينتهي الأمر بالرقميات التي كان من المقرر إعادة تدويرها في مقالب القمامة أو في أماكن غير رسمية، ليتم تفكيكها وحرق نفاياتها في بيئة غير خاضعة للرقابة وبطرق غير صحيحة؛ مما يَنتُج عنه انبعاثات سامة تضر بالعاملين وبالأطفال والمجتمعات المحليَّة.
تقنيات توفير الطاقة (التقليل)
أدت التطورات في تقنيات صناعة وحدات المعالجة المركزية والوسائط التخزينية، مثل: تحجيم التردَّد الديناميكي أو محركات أقراص الحالة الصلبة (Solid-State Drive) إلى توفير خوادم أصغر حجمًا ذات كفاءة عالية في استهلاك الطاقة، تستخدِم موارد الأجهزة بناءً على احتياجات محدَّدة.
وقد تمّ تحسين البرمجيات للوصول إلى كل مكوِّن من مكوِّنات الأجهزة فقط عند الضرورة وتنظيم استهلاك الأنظمة للطاقة في حالاتها المختلفة وبشكل خاص عندما تكون خاملة.
كما يتم بناء مراكز البيانات بالقرب من الأنهار لتتوافر كميات كبيرة من المياه للتبريد أثناء عمل الإلكترونيات الخاصة بالخوادم بطاقتها الكبيرة، وكذلك يتم بناؤها في البيئات شديدة البرودة خصوصًا في الولايات الشمالية للولايات المتحدة الأمريكية وكندا وشمال المملكة المتحدة والدول الاسكندنافية، حيث يمكِن أيضًا الاستفادة من درجات حرارة البيئة المنخفضة لتبريد الخوادم.
تدير الشركات الكبرى مثل جوجل (Google) وأبل (Apple) ومايكروسوفت (Microsoft) مراكز بيانات بملايين الخوادم.
قامت مايكروسوفت (Microsoft) ببناء مراكز بيانات تحت الماء باسم مشروع ناتيك (Project Natick)، حيث يمتاز قاع المحيط بدرجة حرارة مياه ثابتة نسبيًا ولا يتأثر بالعواصف والتيارات المائية.
معلومة
ذكرت جوجل أنها استخدمت في نهاية عام 2016 حوالي 2.5 مليون خادم في أكثر من 100 موقع تم تشغيلها بطاقة 2.6 جيجاوات من الطاقة المتجدِّدة.
نصيحة ذكية
يمكِنك خفض استهلاك الطاقة من خلال ضبط إعدادات طاقة جهاز الحاسب. على سبيل المثال: يمكِنك التأكُّد من انتقال محرك الأقراص الثابتة والشاشة إلى وضع “السكون” عند الابتعاد عن جهاز الحاسب لفترة معيَّنة. يساعد تقليل سطوع الشاشة على توفير الطاقة الكهربائية أيضًا.
تأثير التقنية على الصحة
أصبحت ساعات جلوس الفرد أمام الشاشات تتزايد بشكل مستمر، مما أدّى إلى ظهور الكثير من المشاكل الصحية بسبب وضعية الجلوس غير الصحيحة ومستوى الشاشة غير المناسب، وأيضًا الوضع غير السليم للأيدي على لوحة المفاتيح والفأرة.
تعدُّ أعراض آلام العضلات والعظام ومشاكل الرؤية ومتلازمة النفق الرسغي من أكثر الأمراض التي يواجهها الكثير من مستخدمي جهاز الحاسب لفترات طويلة.
متلازمة رؤية جهاز الحاسب
تقلِّل القراءة على شاشة جهاز الحاسب من عملية تكرار وميض الجفون؛ مما يرهق العين ويتسبب بجفافها، وربما يسبب تشوش الرؤية في بعض الحالات.
إن تركيب العين البشرية يفضِّل النظر إلى الأشياء التي تبعد مسافة أكثر من 6 أمتار؛ لذلك فإن أي عمل يتم القيام به عن قرب يضع جهدًا إضافيًّ على عضلات العينين.
يتطلَّب استخدام أجهزة الحاسب والأجهزة الأخرى رؤية قصيرة أو متوسطة؛ مما قد يتسبب في الإصابة بالتشوش البصري. وهذا يدعى بمتلازمة رؤية جهاز الحاسب.
ترتبط متلازمة رؤية جهاز الحاسب بالتطور الذي حدث في التقنية الحديثة. ومن أكثر أعراضها شيوعًا الصداع والألم وجفاف العينين الغثيان.
تظهر الأعراض بحدّة عند الأشخاص المصابين بقصر النظر أو اللابؤرية (الاستجماتزم) أو بطول النظر الناجم عن الشيخوخة.
يمكِن اتّباع بعض الممارسات البسيطة لتقليل تأثير الإصابة بهذه المتلازمة أو الوقاية منها، كأن تأخذ فترات راحة متكرِّرة أثناء استخدامك لأجهزة الحاسب.
ويُنصح أيضًا بالنظر كل 20 دقيقة إلى شيء يبعد عنك مسافة 6 أمتار أو أكثر لمدة 20 ثانية.
يجب أن تكون شدة إضاءة الغرفة أعلى بثلاث مرات من سطوع الشاشة، وألا تعكس الشاشة الضوء الصادر من النافذة أو أي مصدر إضاءة آخر، وأخيرًا يجب التأكُّد من أن مستوى شاشة جهاز حاسبك ينخفض قليلًا عن مستوى العين.
الإرهاق الجسدي
قد يؤدي استخدام أجهزة الحاسب على المدى الطويل إلى زيادة فرصة الإصابة بعدة أمراض. فقد تُسبِّب وضعية الجلوس غير المناسبة أمام جهاز الحاسب آلامًا في العضلات والمفاصل والظهر، وقد تسبب أيضًا إحساسًا بالتنميل في الكتفين والذراعين والمعصمين أو اليدين، وإلى إجهاد العينين.
وقد يتسبب الجلوس في وضعية غير صحيحة أو البقاء بنفس الوضعية لفترة طويلة بالإرهاق الجسدي نتيجة تقلص الدورة الدموية للعضلات.
إضافة إلى ذلك يؤدي زيادة الضغط على عضلات الرقبة إلى حدوث آلام الرقبة عند قاعدة الجمجمة؛ مما يتسبِّب الصداع المستمر.
ولتجنُّب ذلك يجب أن يوفِّر الكرسي الدعم المناسب للظهر، وأن تستقر القدمان على الأرض أو على مسند، كما يجب أن تكون الشاشة في موضعها الصحيح (أي تكون في مستوى أدنى قليلًا من مستوى العين).
آلام الأصابع والعضلات
قد يتسبَّب استخدام الفأرة ولوحة المفاتيح ببعض المشاكل الصحية كآلام الأصابع وعضلات الذراع، ويرجع ذلك إلى الحركات المتطابقة والمتكرِّرة المرتبطة باستخدامها.
قد تشمل هذه المشاكل الآلام والتورم والإحساس بالخدر في اليدين، وكذلك متلازمة النفق الرسغي، والتهاب الأوتار، وآلام في العضلات بشكل عام.
ولتقليل ذلك ينبغي الالتزام بالوضعية الصحيحة عند استخدام الفأرة ولوحة المفاتيح.
وينصح الأخصائيون أيضًا باستخدام لوحات المفاتيح وأجهزة الفأرة ذات التصميم المريح لليدين. تأمَّل الصور التالية حول وضع اليدين بصورة صحيحة.
الاستخدام المفرط للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية
يؤثر الاستخدام المفرط للأجهزة اللوحية والهواتف الذكية على وضع الجسم وطبيعة حركته بطرق غير صحية.
من السهل أن تلاحظ أغلبية الأشخاص يحملون أجهزتهم على مستوى الصدر مع إمالة الرأس للأمام وللأسفل لمشاهدة الشاشة.
يؤدي هذا الوضع إلى مضاعفة الضغط على عضلات الرقبة بمقدار ثلاثة أضعاف مقارنة باستخدام جهاز الحاسب.
كما يسهِم هذا الأمر بدوره في آلام الرقبة، وأعلى الظهر، والكتفين والذراعين. ولتجنُّب ذلك، ينبغي الاستخدام الصحيح للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وذلك برفعها بدرجة كافية بحيث لا ينحني الرأس نحو الأمام أو النظر إلى الأعلى.
الأثر النفسي
بالإضافة إلى الآثار السلبية على الصحة الجسدية، فإن استخدام أجهزة الحاسب لساعاتٍ طويلة قد يتسبَّب بالعديد من الآثار النفسية أيضًا.
فالتقنية لها تأثير على سلوكياتنا وعواطفنا، وتعدُّ اضطرابات التوتر والقلق من أكثر أعراضها شيوعًا.
وقد أظهرت نتائج الأبحاث أن الأشخاص الذين يقضون أكثر من 5 ساعات يوميًا أمام جهاز الحاسب يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، كما أن بعض المشاكل كالأرق يرتبط باستخدام جهاز الحاسب بكثرة خاصةً في ساعات المساء، ويرجع ذلك إلى سطوع الشاشة. أما الإرهاق وقلة الدافعية للعمل فهما من المضاعفات الأخرى.
الأثر الاجتماعي
يمكِن لأجهزة الحاسب أن تؤثر على طريقة تفاعل البشر مع بعضهم البعض.
أصبح للتقنية في التواصل الاجتماعي أثر كبير على العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع، وقد أدت التقنية إلى حدوث ظواهر مثل التجاهل التام للعلاقات والتفاعل الاجتماعي، وانعدام التواصل بين الأفراد حتى أولئك المتواجدين داخل منزلٍ أو غرفةٍ واحدة.
قد يؤدي الاستخدام المفرط لجهاز الحاسب إلى العزلة الاجتماعية، والتي بدورها قد تؤدي إلى الاضطرابات النفسية والعديد من الأمور الأخرى.
يمكِن تجنُّب العزلة الاجتماعية بحصر استخدام التقنية على الأوقات المناسبة كحالات الشعور بالملل أو الوحدة أو في حالة الطوارئ.
بإمكانك مراجعة محتوى “الصحة والبيئة” بالكامل، من خلال الرابط التالي:
إلى هنا يكون قد انتهى موضوع “الصحة والبيئة”، لا تنسوا مراجعة نواتج التعلُّم أعلى المقال، وانتظرونا في الموضوع القادم!